الأحبة تعلمون جميعاً بنايفات الأسلم والتي يفتخر بها كل من ينتمي لهذه القبيلة الأم شمر ومنهن على سبيل الذكر وليس الحصر ( اللحيسة - الجوار - الرحم - الحمية - ذباحة العيف- كرام سبلا - اهل السفره )
الجوار قصة و قصيدة:
غزا جماعة من قبيلة الظفير بقيادة ابن سويط .على قبيلة شمر و أتوا على وادي يقال له وادي
( أبا رواث ) فوجدوا به قطيعا من الابل للجحيش من شمر لا يوجد معها سوى الرعيان فأخذوها و انهزموا بها و كان من ضمن قطيع الإبل إبلاً للصليلي جار الجحيش والذي كان غائباً في ذلك اليوم ولم يكن موجوداً في بيته سوى زوجته وكانت له ناقة لقحه وموطي(1) من ضمن الأبل فلحق بهم الطلب من آل جحيش وكان في مقدمتهم اربعة خيالة هم زياد و عياد و نهار من الجنفاء و ابن صقير من الشوادحه فلحق بهم عياد ونادى ابن ضويحي والذي كان يسوق ناقة جاره الصليلي وقال له على هونك على الناقة لايموت ولده (والذي قال الرواة : (أنها ولدت في ذلك الوادي) فقال له ابن ضويحي : ( والله ما تحلب من شقه(2) الأيسر يا عمهان(3) ) فرد عليه عياد وقال :
( علي الجيرة فلا تعدّا به هالشعيب ) فانقض عليهم هو ورفاقه ومن لحق بهم من جماعته وردوا إبلهم و إبل جارهم وعرف ذلك الوادي وادي أبا رواث بوادي أو شعيب الجوار منذ ذلك اليوم الى يومنا هذا .
وقد قال الشاعر / رديني بن سالم ( ابو فتخة ) بعد هذه الغزوة :
ياراكب اللي بالخلا مشيها موح ...
حمرا من اللي يقطعنّ المظامي
ترعى زهر ما لاق في كل صحصوح ..
يا ما تساوى دفوفها و السنامي
فوقها صبي يوصل العلم بنصوح ...
يوصل على كور النجيبه مرامي
ياراكبه كزه الى جيت ملوح (4) ...
ماتشوف فعل المطلقين الكرامي
ربعي اليا هاب الدخن كل ممدوح ...
يردون حوض الموت ورد الظوامي
غوش آل بعير (5)بالملاقا لهم نوح ...
نطاحة الصابور والرمي حامي
في ساعة حس البنادق لهن طوح ...
ما صددوا عن قاضبين المرامي
يا صاح صياح على راس منقوح ...
وتغاوروا قب كبار الهوامي
و تجاذبوا شلف بهن كسِر و فتوح ...
ومصقلات يفصلن العظامي
كم فارس شاحوه عن سابقه شوح ...
وكم سابق خلو عوضه اللجامي
و كم واحد من ضربهن طاح مذبوح ...
صاحن عليه امعورجات الوشامي
واللي وقع منهم على القاع مسدوح ...
اقفوا عنه ما وادعوهم سلامي
صحنا عليهم صيحة تنعش الروح ...
بنحورنا يشدون جول النعامي
مابين مذبوح ومابين مطروح ...
و اللي بقا عقب الهزيمة شمامي
ابو سند (6) فرز الوغى لاحهم لوح ...
لوح الحباري لا عثا به قطامي
و عيّاد (7) صاح و يرفع الوصوت بوضوح ...
جور عليهم جيرة بالتمامي
جور على البل ما تفوت اطرف السوح ...
و لا قطعوا جيرة عريب الذمامي
ياليت جاهم قبل ما كان ناصوح ...
عن حربنا قبل اكتراب الحزامي
وحنا على كبد المعادين ذرنوح ...
حريبنا ما يهتني بالمنامي
ما قلتها سب ولا عيب وأمزوح ...
و لا قلتها كذب و لا هي تهامي
هرج على ما قالوا الناس مصحوح ...
ما سب اجاويد العرب في كلامي
ما عاد لي في سب الاجواد مصلوح ...
ربعي أمعطرة النمش بالحزامي
شيوخ عيال شيوخ و الفعل مملوح ...
من دور مانع دون عد الاسامي
------------------------------------------
1- موطي: أي على وشك الولادة
2- شقّه الأيسر :أي جهة الثدي اليسرى
3- عمهان : بمعنى مسكين
4- ملوح : هو ملوح ابن ضويحي من الظفير .
5- آل بعير: نخوة آل جحيش .
6- أبو سند : الفارس نهار ابن سند الجنفاوي .
7- عياد : الفارس عياد ابن سند الجنفاوي.
.................................................. ............
قال عراك الجرباء
( أهل الجوار ، أهل الفصل و القرار ، إذا رأيت أحدهم فكأنك ترى حاتم الاخيار ، هم أهل الارض و حماة العرض ، تزدان الحروف بهجه إذا كان الكلام عن الاسلم ، فهم في النهار أنهار و في الليل وحوش اذا غاروا ، الاسلم القلوب الصافيه ، و الالسن الفصيحه ، الطيور في الصجراء تغني بمناقبهم و الرياح تنقل عطر سحرهم ، هم في هامة المجد رجوم و منارات و لهم في القلوب حب دائم ))
ويقول ابن بسام في وصف الاسلم
((هم الطاعنون للعدى و الواجدون للندى ذو الفهم الدقيق الذاكي ، و الحلم المنيع الزاكي ، يقر لهم اضدادهم و تشهد لهم جيادهم بأنهم ساق الحرب و كماة الطعن و الضرب))